بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 أغسطس 2011

ردا على غلاب ..تجنيب الرئيس مسئولية الأزمة

ردا على غلاب ..تجنيب الرئيس مسئولية الأزمة
بقلم/ تاج السر محمد
السبت 06 يونيو-حزيران 2009 10:13 ص

حين نتحدث عن صراع يتعلق بالواقع اليمني ككل ومستقره هو الإنسان اليمني على تفاوت مستوياته الثقافية والمعرفية يجب أن نستخدم لغة سهلة وميسرة تمكن السواد الأعظم من القراء من استيعابها وفهمها .باعتبار اننا نكتب لكل الشرائح الثقافية وليس لشريحة بذاتها ، ولا أدري لماذا يميل بعض الكتاب إلى استخدام مسالك تتسم بالتشعب والتعقيد ، وهو الأمر الذي يجعل مهمة استيعاب أطراف الموضوع والربط بينها مهمة شاقة وعسيرة .
ولقد تجلى ذلك في مقال قرأته في الاشتراكي نت للكاتب نجيب غلاب بعنوان ( قراءة في الأزمة اليمنية ..التحالف الأصولي القبلي ضد الدولة) المقال طويل ويأخذ مناحي عدة ولست هنا في صدد الوقوف على كل تفاصيله واتجاهاته بل ما يهمني هنا هو الوقوف عند نقطة معينة أبرزها الكاتب وكانت تقريبا جوهر أطروحته .
ركز الكاتب في مقاله على صراع التيارات الدينية القبلية والقوى العصرية والمدنية ، وهو بذكره للتيارات الدينية التقليدية قصد الأخوان المسلمون من هم الآن تجمع الإصلاح لأن هناك أطراف دينية لم تأخذ شكلا سياسيا بل اتسمت بالطابع الديني البحت ، وحاول أن يحمل ذلك الصراع المسؤلية التامة عن الأزمة الراهنة ، في الوقت الذي حرص أن يظهر الرئيس بصورة الضحية التي لا حول لها ولا قوة .
وفي الحقيقة أنه على المستوى السياسي والفكري لتلك الأطراف السالفة الذكر فإن هناك حوارا وتقاربا سياسيا وفكريا لم يسبق له مثيل في تاريخ تلك التيارات وكانت ثمرته الناضجة هي اللقاء المشترك . الذي تمكن من إزالة رواسب الصراعات الفكرية والسياسية بين التيار الإصلاحي باعتباره ذو صبغة دينية وباقي أحزاب المشترك وعلى رأسها الاشتراكي اليمني الذي هو صاحب المشروع الذي أشار اليه الكاتب . واستطاعوا تكوين رؤية وأهداف مشتركة جوهرية وكل اختلاف طارئ لايفسد للود قضية .
وفي اعتقادي ان الصراعات الفكرية المحظة ليست سبب ما نحن فيه .. بل ان السبب الرئيسي والوحيد هو الطرف الذي يرى في الحلول العسكرية مخرجا لكل المآزق التي يقع فيها هذا الطرف، وهو الذي تجري في دمائه ثقافة الانتصار ويتعامل بوحي منها . كما ان النظام الحاكم وشخص الرئيس مسؤول مسئولية رئيسية ومباشرة ، وبيده وحده الخروج باليمن من هذه الأزمة العويصة . . لكنهم للأسف الشديد حتى اللحظة لم يلتفتوا لصوت العقل والحكمة وماضون في سبيل الضغط الذي ولد الانفجار .
ولقد بادر اللقاء المشترك منذ وقت مبكر عبر مفكريه وكوادره وكتابه للتحذير مما نحن فيه الآن ولم يكتفوا بذلك بل بادروا إلى عرض الحلول والمعالجات المناسبة وأهمها هو إعادة الاعتبار للجنوبيين والاعتذار لهم عن حرب 1994م وإزالة كل آثارها ، وإعادة الأراضي والحقوق المغتصبة للأفراد والجهات التي تملكها ، وإعادة المسرحين من الموظفين والعسكريين إلى وظائفهم ، وإتاحة مبدأ المشاركة الفاعلة في الحكم لكل الأطياف السياسية على مختلف انتماءاتها ، والبدء الجاد بإصلاح النظام الانتخابي والمضي في اعتماد القائمة النسبية في الانتخابات ، والعمل على انجاز الحكم المحلي الشامل والكامل الصلاحيات ، وعدالة توزيع الموارد والمشاريع التنموية بين مختلف المحافظات اليمنية دون تمييز .هذه هي أبرزالمعالجات والحلول للخروج من الأزمة الراهنة وهي بمثابة آليات الدفاع عن الوحدة اليمنية .
والآن وقبل كل تلك الخطوات على النظام والرئيس أن كان لديهم نية ورغبة في تجاوز هذه الأزمة وتجنيب اليمن تبعاتها وحماية الوحدة اليمنية ، وعليهم أن يتخلوا عن التعالي والغرور والاعتراف بالمشكلة بكل جوانبها والاعتراف بأخطائهم لأن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات الإصلاح ، من ثم عليهم المضي فورا في مصالحة وطنية شاملة دون استثناء ودون شروط أو قيود .
ومن ثم المضي في تحقيق الحلول آنفة الذكر تباعا وسط مشاركة حقيقية وفاعلة لكل الأطياف السياسية على مختلف ميولها الفكرية والسياسية .
* العنوان الاصلي (الأزمة اليمنية بين الاسباب والمعالجات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق