بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 أغسطس 2011

قضاؤنا تابع للإرادة الحاكمة

قضاؤنا تابع للإرادة الحاكمة
بقلم/ تاج السر محمد
الإثنين 01 مارس - آذار 2010 07:32 م

في تصريح للأستاذ محمد المقالح قال فيه "وجدت تداخلاً بين العصابات الإجرامية والأجهزة الأمنية".
وكما يبدو واضحا جليا فأن القضاء أصبح امتدادا لذلك التداخل في ظل تبعيته المطلقة للإرادات السياسية للسلطة الحاكمة ومتنفذيها توجهه كيفما شاءت وضد من شاءت بعد أن سلبته منذ الأمد البعيد استقلاليته الفعلية.
ولو كان القضاء عادلا ومستقلا حقا لحكم منذ البداية ببراءة المقالح من كل ما نسب إليه لبطلان إجراءات اعتقاله واتهامه ومخالفة ذلك للقانون والدستور بل ومخالفة ذلك لكل القيم الدينية والأخلاقية ، ولأمر فورا بضرورة الاقتصاص له من خاطفيه وتعويضه التعويض العادل للأضرار البدنية والنفسية التي تعرض لها جراء تلك الانتهاكات الغاشمة ضده .
ولقد كان الأستاذ محمد المقالح محقا وواقعيا حين قرر مقاطعة المحاكمة وطلب من محاميه الانسحاب عن الترافع عنه لأنه بفطنته وخبرته السياسية بهذا الوطن أدرك بأن القضاء لا يعول عليه ولا يجب تعليق الآمال عليه لرد المظالم وإحقاق الحقوق ، بعد أن صار مؤسسة تابعة للسلطة السياسية وأجهزتها الأمنية .. بل أن الأمر لم يقتصر على تلك الجهة كمؤثر على استقلالية القضاء والتدخل في توجيهه وإصدار أحكامه إذ استطاع أيضا رجال القبائل ورجال العصابات التأثير على المؤسسة القضائية وامتلاك إراداتها تماما كما تمكنوا من السيطرة على الإرادة السياسية والأمنية .
وصارت القرارات السياسية والأحكام القضائية تتحكم بها وتتلاعب بها تلك الجهات وتوظفها لخدمتها والتغطية على فسادها المفرط وسلبها للحقوق والحريات والممتلكات العامة والخاصة .. وفي ظل تبعية مثل تلك المؤسسات الهامة لتلك الفئات الفاسدة فإنها تضفي على فسادها حلة ولباس شرعي وقانوني بعد أن روضت القوانين والتشريعات والقائمين عليها لتلبية ذلك.
وتحرص السلطة السياسية ومتنفذيها على الاستفادة من كل الفرص التي تسنح لها لممارسة قمعها وإرهابها ضد كل من تسول له نفسه معارضتها أو التصدي لفسادها ولو بكلمة حق ليس إلا ، ولذلك فإن السلطة حين ضاقت بها الدنيا واشتدت صرخات العالم وتنديداتهم لأفعالها وانتهاكاتها الشنيعة في مصادرة الحريات والحقوق والممتلكات والأرواح ، وما كادت تلوح لها في الأفق فرصة الحملة الأمريكية والغربية على اليمن كمصدر للإرهاب في رأيهم حتى تشبثت بتلك الفرصة وسارعت ودون أدنى تردد لبيع الوطن والتنازل عن سيادته واستقلاله لقاء حفنة من الأموال ولقاء شرعنة أفعالها القمعية والتمادي في عتيها وتجبرها ولكن هذه المرة تحت غطاء ودعم دولي وفرته لها تلك الدول فباتت تقتل من تشاء وتعتقل من تشاء وتهين من تشاء تحت مظلة الوحدة ومحاربة الإرهاب .. نعم صارت تمارس الإرهاب ضد المعارضة والصحفيين والسياسيين وعامة الناس بأريحية وبرود تحت مظلة محاربة الإرهاب ، وكما ندرك جميعا فإن الحرب على الإرهاب حرب مفتوحة ومن ليس معي فهو خصمي وهو الإرهابي الذي يجب استئصاله ، خاصة وإن الإرهاب مصطلح مطاطي يمكن أن يندرج تحته المعارضون ورجال الرأي والصحافة وأصحاب المطالب الحقوقية وغيرهم و غيرهم .
وبالعودة للأستاذ القدير محمد الحكيم المقالح الذي أشهد له بالفطنة والحكمة والخبرة والدراية التي لم تمحها أشهر العذاب والاضطهاد بل زادتها ترسيخا وثباتا، ولا نملك أن نقدم له سوى إبداء تضامننا الكامل مع هذا الرجل الحر الأبي ووقوفنا تحية له ولصبره وتجلده أمام الصعاب التي تعرض ويتعرض لها ، كما نقف تحية لإباء وعزة أبناءه وصبرهم وتجلدهم ولا غرابة في ذلك ماداموا خريجي مدرسة محمد محمد الحكيم المقالح .
ونكرر وبإلحاح مناشدتنا للمنظمات التي تعنى بالحقوق والحريات الدولية والمحلية بتركيز وتكثيف جهودها لتخليص هذا الرجل من الظلم والاضطهاد الواقع عليه لا لذنب جناه سوى عشقه للحرية وكرهه للظلم وتضامنه مع ضحايا الظلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق