بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 أغسطس 2011

عتمة محمية اليمن الطبيعية الأولى 2010






مرثاة للوطن

مرثاة للوطن
بقلم/ تاج السر محمد
الأحد 11 إبريل-نيسان 2010 07:08 م
















يا وطني
 أزهارك ذ ُبـلت
أغصانك كـُسِرت
وورودك داستها الأزمات
يا وطني أمجادك تقصفها ريح الويلات
وصروحك يهدمها شبح الآفات
أمجادك تنتحر اليوم قتيلة
.. يتبعها عارٌُ وشتات
يا وطني
إبداعك متروك للعاهات
وتراثك مسروق صار فتات
وحضاراتك مطوية بين الصفحات
يا وطني
حـُكماؤك
دُفنوا في مقبرةٍ قصوى
وتوارت بعدهم الحكمات
ماتت بعدهم الأغصان
ماتت بعدهم الزهرات

انقذوا المقالح

انقذوا المقالح
بقلم/ تاج السر محمد
الثلاثاء 23 مارس - آذار 2010 06:49 م

حين يتأكد لنا يوما بعد يوم بأن صحة وسلامة الأستاذ محمد المقالح باتت في خطر، فإنه يتوجب علينا مضاعفة الجهود وعلى أعلى المستويات وباستمرارية ودون انقطاع حتى يتم خلاصه ، وعودته إلى أهله ومحبيه عزيزا كريماً .
لم تعد الاعتصامات المجدولة والمحددة بوقت وزمن محدد تكفي للضغط على سلطة تشبعت بثقافتي التعنت والعناد.
لم تعد عبارات التنديد والشجب تكفي للضغط على سلطة صماء لا تعي ولا تفهم تلك اللغة أو تحس بها. لم تعد البيانات السياسية تكفي لكبح السلطة عن سلوكها القمعي ، فهذه السلطة لم تصل من الرقي ما يتيح لها فهم تلك الثقافة .
ولذلك فانه يتوجب علينا أن نتعامل مع هذه السلطة وفق إحدى طريقتين تفهمهما السلطة ولا تستجيب لسواهما وعلينا أن نختار إحدى هاتين الطريقتين للظفر بمطالبنا المشروعة:
الطريقة الأولى: تتمثل في أن نفكر بطريقة السلطة ونعتنق أعرافها القبلية التي تسمو في رأيهم على كل التشريعات، فنستعين بأحد المشايخ المعتمدين لدى السلطة ولا مانع أن يكون (شيخ الجعاشن الشهير) الذي سيوجهنا لشراء رأسي بقر وحشد القبائل خلفيهما في تظاهرة قبلية عارمة إلى باب مجلس الرئاسة وعقرهما هنالك بين يدي مطالبنا، وهنالك سيتم استقبالنا وبحث مطالبنا وتلبيتها دون نقاش مهما تكن إكراما لشرع القبيلة.
أما الطريقة الثانية: فهي التي تتقبلها السلطة الحاكمة مكرهة دون رغبة ورضا وهي وسيلة الضغط والتحرك الجماهيري الواسع الذي يتقدمه صفوة الساسة وكبارهم في اعتصام مستمر.. مستمر دون توقف حتى يتم استجابة السلطة لتحرير سجناء الرأي ورفع الانتهاكات بحقهم وعلى رأسهم المقالح، ولن يتأتى ذلك بمجرد الاعتصام والتجمهر مع هذه السلطة شديدة التعنت ، بل يجب الاستمرار والمواصلة حتى يتم إسماع العالم بمآسينا وجلب اهتماماتهم وتضامنهم على أعلى المستويات الدولية..لأن السلطة لازالت تحرص على تلميع نفسها لدى الرأي الدولي وتحرص على إرضائه ما استطاعت، ولذلك فأنها ستعمل له خاطر متى ما تدخل.
ولأن الطريقة الأولى لا نرتضيها ولا تنسجم مع رؤانا وأفكارنا فعلينا إذاً اللجوء للطريقة الثانية لأنها ذات طابع حضاري راق وهذه الوسيلة هي نفسها التي بدأنا فيها في فترات متقطعة سابقة وهي الاعتصامات لكن مع ضرورة أن تتخذ تلك الاعتصامات زخما أكثر ومدة أطول وأن يشارك فيها كبار الساسة في الحزب الاشتراكي اليمني واللقاء المشترك وعلى رأسهم الدكتور ياسين سعيد نعمان .
فهذ الرجل (المقالح ) يستحق منكم هذه الوقفة وأكثر لما بذله بسخاء في سبيل الحزب والوطن، حتى بلغ في بذله أن خاطر بسلامته وصحته من أجل الوطن والناس، فكونوا كراما كما كان كريما وبادلوه العطاء بالعطاء وإلا حق عليكم وصف الجاحدين.
وأود أن أذكر هنا بأنه وفي أحدى مكالماتي الهاتفية مع الأستاذ محمد المقالح نقلت إليه قلقي على مستقبل الحزب والوطن في ظل المتغيرات الخطيرة التي يمر بها حزبنا ومعارضتنا وكل وطننا فأجابني بالحرف الواحد وبلهجته المرحة والمتفائلة المعهودة قائلا: لا تقلق على مستقبل الحزب فطالما وفي حزبنا ووطننا رجال كالدكتور ياسين فالحزب بخير وسيظل بخير.
ولذلك أؤكد بأن الأستاذ محمد المقالح يثق بشكل كبير بالدكتور ياسين وبقية زملائه ورفاقه ويعلق عليهم الآمال الكبيرة، ونحن نشاطره هذه الثقة ونؤكدها ونعلق عليكم الآمال الكبيرة ليعلم الجميع بأن حزبنا يبادل رموزه وأعضاءه وفاءً بوفاء وعطاءً بعطاء مقدراً لهم جهودهم وتضحياتهم.
أتمنى أن تكونوا عند حسن ظن الرجل فيكم..بل وعند حسن ظننا جميعا بكم، وأتمنى لكم جهودا مثمرة في هذا الصدد وفي كل القضايا الوطنية التي تثقل كواهلكم ، مقدرين معاناتكم وجهودكم يملؤنا الإحساس بما تبذلوه لأجلنا ولأجل الوطن، نشاطركم همومكم ونتمنى لكم من كل قلوبنا التوفيق.  

قضاؤنا تابع للإرادة الحاكمة

قضاؤنا تابع للإرادة الحاكمة
بقلم/ تاج السر محمد
الإثنين 01 مارس - آذار 2010 07:32 م

في تصريح للأستاذ محمد المقالح قال فيه "وجدت تداخلاً بين العصابات الإجرامية والأجهزة الأمنية".
وكما يبدو واضحا جليا فأن القضاء أصبح امتدادا لذلك التداخل في ظل تبعيته المطلقة للإرادات السياسية للسلطة الحاكمة ومتنفذيها توجهه كيفما شاءت وضد من شاءت بعد أن سلبته منذ الأمد البعيد استقلاليته الفعلية.
ولو كان القضاء عادلا ومستقلا حقا لحكم منذ البداية ببراءة المقالح من كل ما نسب إليه لبطلان إجراءات اعتقاله واتهامه ومخالفة ذلك للقانون والدستور بل ومخالفة ذلك لكل القيم الدينية والأخلاقية ، ولأمر فورا بضرورة الاقتصاص له من خاطفيه وتعويضه التعويض العادل للأضرار البدنية والنفسية التي تعرض لها جراء تلك الانتهاكات الغاشمة ضده .
ولقد كان الأستاذ محمد المقالح محقا وواقعيا حين قرر مقاطعة المحاكمة وطلب من محاميه الانسحاب عن الترافع عنه لأنه بفطنته وخبرته السياسية بهذا الوطن أدرك بأن القضاء لا يعول عليه ولا يجب تعليق الآمال عليه لرد المظالم وإحقاق الحقوق ، بعد أن صار مؤسسة تابعة للسلطة السياسية وأجهزتها الأمنية .. بل أن الأمر لم يقتصر على تلك الجهة كمؤثر على استقلالية القضاء والتدخل في توجيهه وإصدار أحكامه إذ استطاع أيضا رجال القبائل ورجال العصابات التأثير على المؤسسة القضائية وامتلاك إراداتها تماما كما تمكنوا من السيطرة على الإرادة السياسية والأمنية .
وصارت القرارات السياسية والأحكام القضائية تتحكم بها وتتلاعب بها تلك الجهات وتوظفها لخدمتها والتغطية على فسادها المفرط وسلبها للحقوق والحريات والممتلكات العامة والخاصة .. وفي ظل تبعية مثل تلك المؤسسات الهامة لتلك الفئات الفاسدة فإنها تضفي على فسادها حلة ولباس شرعي وقانوني بعد أن روضت القوانين والتشريعات والقائمين عليها لتلبية ذلك.
وتحرص السلطة السياسية ومتنفذيها على الاستفادة من كل الفرص التي تسنح لها لممارسة قمعها وإرهابها ضد كل من تسول له نفسه معارضتها أو التصدي لفسادها ولو بكلمة حق ليس إلا ، ولذلك فإن السلطة حين ضاقت بها الدنيا واشتدت صرخات العالم وتنديداتهم لأفعالها وانتهاكاتها الشنيعة في مصادرة الحريات والحقوق والممتلكات والأرواح ، وما كادت تلوح لها في الأفق فرصة الحملة الأمريكية والغربية على اليمن كمصدر للإرهاب في رأيهم حتى تشبثت بتلك الفرصة وسارعت ودون أدنى تردد لبيع الوطن والتنازل عن سيادته واستقلاله لقاء حفنة من الأموال ولقاء شرعنة أفعالها القمعية والتمادي في عتيها وتجبرها ولكن هذه المرة تحت غطاء ودعم دولي وفرته لها تلك الدول فباتت تقتل من تشاء وتعتقل من تشاء وتهين من تشاء تحت مظلة الوحدة ومحاربة الإرهاب .. نعم صارت تمارس الإرهاب ضد المعارضة والصحفيين والسياسيين وعامة الناس بأريحية وبرود تحت مظلة محاربة الإرهاب ، وكما ندرك جميعا فإن الحرب على الإرهاب حرب مفتوحة ومن ليس معي فهو خصمي وهو الإرهابي الذي يجب استئصاله ، خاصة وإن الإرهاب مصطلح مطاطي يمكن أن يندرج تحته المعارضون ورجال الرأي والصحافة وأصحاب المطالب الحقوقية وغيرهم و غيرهم .
وبالعودة للأستاذ القدير محمد الحكيم المقالح الذي أشهد له بالفطنة والحكمة والخبرة والدراية التي لم تمحها أشهر العذاب والاضطهاد بل زادتها ترسيخا وثباتا، ولا نملك أن نقدم له سوى إبداء تضامننا الكامل مع هذا الرجل الحر الأبي ووقوفنا تحية له ولصبره وتجلده أمام الصعاب التي تعرض ويتعرض لها ، كما نقف تحية لإباء وعزة أبناءه وصبرهم وتجلدهم ولا غرابة في ذلك ماداموا خريجي مدرسة محمد محمد الحكيم المقالح .
ونكرر وبإلحاح مناشدتنا للمنظمات التي تعنى بالحقوق والحريات الدولية والمحلية بتركيز وتكثيف جهودها لتخليص هذا الرجل من الظلم والاضطهاد الواقع عليه لا لذنب جناه سوى عشقه للحرية وكرهه للظلم وتضامنه مع ضحايا الظلم.

محمد المقالح إضافة إبداعية ووطنية مميزة

محمد المقالح إضافة إبداعية ووطنية مميزة
بقلم/ تاج السر محمد
الأحد 03 يناير-كانون الثاني 2010 07:07 م

 
كنت ومعي كل محبي الأستاذ القدير محمد المقالح نستعد بفرحة عارمة للقائه ونتلهف لزيارته الموعـودة لنا في ديارنا في محمية اليمن الطبيعية عتمة أثناء عيد الفطر المبارك وكاد ذلك اللقاء المرتقب أن يشكل مصدرا إضافيا يرفد فرحتنا بالعيد ولقاء الأهل ليصنع منها فرحة عظمى كوني أحب هذا الرجل بكل ما فيه من صفات مميزة ، فلقد تعرفت على الأستاذ محمد المقالح من خلال آرائه وأفكاره وكتاباته وكان بالنسبة لي نموذجا فريدا ومميزا بجرأته وصدقه وشجاعته وظرافته ومرحه في القول والفعل .
ولقد كان اختفاؤه في ظروف غامضة وفي توقيت حرج حادثة تعكس بوضوح ممارسات السلطة اللإإنسانية، ولكم أن تتصوروا معي مدى فاجعة أهله وأبنائه وذعرهم على أبيهم في وقت الناس كلهم من حولهم فرحين بالعيد ومنشغلين بتبادل الزيارات وهم منشغلون بطرق أبواب الأقسام والمستشفيات بحثا عن أبيهم تسابق عبراتهم خطواتهم .
وأنا إذ أوجه مناشدتي للتنظيمات في اللقاء المشترك ونقابة الصحفيين بمضاعفة الضغط على السلطة ومواصلة الجهود وبإلحاح شديد حتى يتم الإفراج عن هذا الرجل الذي لم تكن تهمته سوى ما قاله الكاتب وضاح الجليل إذ قال وقد صدق: لم يكن المقالح الأول في قائمة المتهمين ببراءتهم، ولن يكون الأخير، لكنه أقلهم حذراً، وأكثرهم تلقائية وبساطة وعفوية، وتلك تضاف إلى قائمة الاتهامات التي سيلحقها به النظام السياسي وأيضاً أصدقاؤه وأقاربه، فهو يقترب مما يظنه الحقيقة إلى درجة ينسى معها كل المخاطر، ويبتهج أنه فعل ذلك، وأنه قال كل ما لديه، وانتصر لنفسه وللضحايا".
وإذا كانت التنظيمات السياسية ونقابة الصحفيين يجب أن تتحمل مسؤولية العمل للإفراج عنه، فإن المسؤولية تتضاعف وبضغط شديد على عاتق الحزب الاشتراكي اليمني الذي بكل تأكيد لن ينسى أبدا إسهامات محمد المقالح وجهوده الجبارة في خدمة الحزب في الجانبين التنظيمي والإعلامي وشتى المجالات ولازالت خطاباته الحماسية في شتى المهرجانات الجماهيرية الحزبية في هذا الموقع شاهدة على قوة خطابه ولهجته ومدى قدرته على الإقناع وإلهاب مشاعر الجماهير واستنهاض هممهم ، فمحمد المقالح بالنسبة للاشتراكي ولكل اليمن يعد إضافة إبداعية ووطنية مميزة يصعب تجاهلها أو نسيانها .
أما أبناء الأستاذ محمد المقالح وهم إخواني فإني أثق بأن أباهم هيأهم لمثل هذا اليوم لأنه لم يكن يستبعده على الإطلاق وأعتقد بأنه رباهم على العزة والجرأة وقول الحق مهما جار السلطان وهي صفاته الأصيلة فثقوا بأنا معكم وفي صفكم وصف أبيكم بقلوبنا وعقولنا، ونسأل الله تعالى أن يعيده إلينا واليكم ليملأ الدنيا مرحاً وابتهاجاً كما عهدناه وعهدتموه.

النظام القبلي ومفاهيم الديمقراطية والحداثة

النظام القبلي ومفاهيم الديمقراطية والحداثة
بقلم/ تاج السر محمد
الإثنين 06 يوليو-تموز 2009 11:53 ص

 
إن مايحدثه النظام من تكبيل الحريات وتكميم الأفواه ومصادرة الآراء والصحف والاعتداء على المتظاهرين وسفك دماءهم واطلاق الاعتقالات الواسعة في أوساطهم لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المسلوبة يعد نسفاً كاملاً لادعاءات السلطة بتحقيق الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير.
نعم ان ذلك يعد نسفا لادعاءات السلطة بتحقيق الديمقراطية وليس نسفا للديمقراطية لأن الديمقراطية الحقيقية لم تتحقق يوما ما في هذا الوطن الذي تحكمه القبيلة.
فحين ندعي زورا وبهتانا بأننا دولة ديمقراطية يجب أن ندرك جيدا بأن الديمقراطية ليست مجرد شعارات أو ألقاب ننسبها لأنفسنا بل إنها مضمون عميق لها شروطها وأدواتها ومقوماتها الخاصة كما أن لها المؤشرات المتعارف عليها والتي تثبت وجودها من عدمه في أي نظام يدعي تحليه بها .
ولمعرفة ما إذا كنا دولة ديمقراطية علينا أن ندرك جيدا مدى تحقيقنا للظروف الملائمة للديمقراطية، فلابد للديمقراطية من مناخ معين تستطيع البقاء فيه وبدونه سرعان ماتتلاشى وتموت تاركة المساحة للنظم الاستبدادية لتحل محلها.
ولعل شروط تحقيق الديمقراطية بالنسبة لمجتمعات كانت تحكمها أنظمة استبدادية هو م اذكره الكاتب جميل عودة في مقال قرأته له بعنوان "في أي ظروف تصبح الديمقراطية ممكنة ؟" ، حيث قال: من أجل أن نعيش لحظة الانتقال الديمقراطي في بلادنا ونشعر بلذتها، ونتناسى الماضي، علينا والأحزاب السياسية أن نوفر أدوات الانتقال السلمية الايجابية عبر تحقيق شرطين أساسين وهما:
أ - تفكيك جهاز السلطة الاستبدادية القديم: فللسلطة المستبدة أجهزة قمعية واستبدادية وفيها قيادات خشنة ومتمردة على القيم الإنسانية إلا قيم طاعة السلطة المستبدة، وبقاء هذه الأجهزة سواء على شكل أجهزة سياسية كالحزب المستبد أو أجهزة أمنية أو استخباراتية، أو تدجين أو تطعيم الأجهزة الديمقراطية الجديدة بالقيادات القمعية مفترضة الولاء للسلطة المستبدة وقيادتها سيؤخر الانتقال السلمي ولحظة الانتقال، لان هؤلاء لن يحظوا في ظل النظام الديمقراطي بما كانوا يحظون به في ظل النظام الدكتاتوري.
ب- اختيار القوى السياسية الجديدة مؤسسات ديمقراطية كإطار تتمكن من خلاله أن تحقق مصالحها، أي أن تخلق ظروف كفيلة بتحقيق مصالحها في الصراعات المستقبلية مع حلفائها الحاليين. حيث تصبح الديمقراطية ممكنة عندما تجد القوى السياسية مؤسسات كفيلة بان تقدم ضمانا معقولا بان لا تتأثر مصالحها بصورة معكوسة تماما في غضون المنافسة الديمقراطية، حيث لا يمكن أن تكون الديمقراطية نتيجة مصالحة جوهرية بل قد تكون نتيجة مصالحة مؤسساتية.
ولقد تابعت نقاشا في إحدى القنوات الفضائية عن الديمقراطية في الأنظمة العربية واستطعت ان استشف من حوار المتناقشين بأن للديمقراطية ادوات مصاحبة عن طريقها يمكننا تحقيق الديمقراطية الحقيقية وفي نفس الوقت تعد مؤشرا على وجودها ، هذه الأدوات هي الانتخابات الحرة والنزيهة والاعلام الحر والمجتمع المدني وكذلك التعددية السياسية الحقيقية وليست الشكلية . وبالتأمل في تلك الأدوات او المقومات واستقراء مدى وجودها في نظامنا الذي يدعي انتهاجه للديمقراطية سنكتشف بأن هذه الأدوات جميعا تكاد تكون منعدمة ولاوجود لها بمعناها الجوهري الذي ينبغي ان تكون عليه.
كما ان الجدير بالذكر بأن للديمقراطية ضرورة هامة ورئيسية وهي ضرورة ارتباط الديمقراطية بالحداثة وعدم ارتباطها بمفاهيم القبيلة والطائفة لأنها لا تتلاءم ولا تلتقي على الإطلاق معهما.
وإذا ما أدركنا بأن نظامنا نظام قبلي من الدرجة الأولى فعلينا أن نعرف تلقائيا بأنه لامجال لانسجام هذا النظام مع مفاهيم الديمقراطية والحداثة.، وإذا ماراودنا الحلم بتحقيق الديمقراطية في مجتمعنا فعلينا أولا التخلص من النظام القبلي وإحلال نظام حداثي محله يستطيع أيجاد المناخ المناسب والبنية التحتية للديمقراطية الحقيقية التي نحلم بها .

ردا على غلاب ..تجنيب الرئيس مسئولية الأزمة

ردا على غلاب ..تجنيب الرئيس مسئولية الأزمة
بقلم/ تاج السر محمد
السبت 06 يونيو-حزيران 2009 10:13 ص

حين نتحدث عن صراع يتعلق بالواقع اليمني ككل ومستقره هو الإنسان اليمني على تفاوت مستوياته الثقافية والمعرفية يجب أن نستخدم لغة سهلة وميسرة تمكن السواد الأعظم من القراء من استيعابها وفهمها .باعتبار اننا نكتب لكل الشرائح الثقافية وليس لشريحة بذاتها ، ولا أدري لماذا يميل بعض الكتاب إلى استخدام مسالك تتسم بالتشعب والتعقيد ، وهو الأمر الذي يجعل مهمة استيعاب أطراف الموضوع والربط بينها مهمة شاقة وعسيرة .
ولقد تجلى ذلك في مقال قرأته في الاشتراكي نت للكاتب نجيب غلاب بعنوان ( قراءة في الأزمة اليمنية ..التحالف الأصولي القبلي ضد الدولة) المقال طويل ويأخذ مناحي عدة ولست هنا في صدد الوقوف على كل تفاصيله واتجاهاته بل ما يهمني هنا هو الوقوف عند نقطة معينة أبرزها الكاتب وكانت تقريبا جوهر أطروحته .
ركز الكاتب في مقاله على صراع التيارات الدينية القبلية والقوى العصرية والمدنية ، وهو بذكره للتيارات الدينية التقليدية قصد الأخوان المسلمون من هم الآن تجمع الإصلاح لأن هناك أطراف دينية لم تأخذ شكلا سياسيا بل اتسمت بالطابع الديني البحت ، وحاول أن يحمل ذلك الصراع المسؤلية التامة عن الأزمة الراهنة ، في الوقت الذي حرص أن يظهر الرئيس بصورة الضحية التي لا حول لها ولا قوة .
وفي الحقيقة أنه على المستوى السياسي والفكري لتلك الأطراف السالفة الذكر فإن هناك حوارا وتقاربا سياسيا وفكريا لم يسبق له مثيل في تاريخ تلك التيارات وكانت ثمرته الناضجة هي اللقاء المشترك . الذي تمكن من إزالة رواسب الصراعات الفكرية والسياسية بين التيار الإصلاحي باعتباره ذو صبغة دينية وباقي أحزاب المشترك وعلى رأسها الاشتراكي اليمني الذي هو صاحب المشروع الذي أشار اليه الكاتب . واستطاعوا تكوين رؤية وأهداف مشتركة جوهرية وكل اختلاف طارئ لايفسد للود قضية .
وفي اعتقادي ان الصراعات الفكرية المحظة ليست سبب ما نحن فيه .. بل ان السبب الرئيسي والوحيد هو الطرف الذي يرى في الحلول العسكرية مخرجا لكل المآزق التي يقع فيها هذا الطرف، وهو الذي تجري في دمائه ثقافة الانتصار ويتعامل بوحي منها . كما ان النظام الحاكم وشخص الرئيس مسؤول مسئولية رئيسية ومباشرة ، وبيده وحده الخروج باليمن من هذه الأزمة العويصة . . لكنهم للأسف الشديد حتى اللحظة لم يلتفتوا لصوت العقل والحكمة وماضون في سبيل الضغط الذي ولد الانفجار .
ولقد بادر اللقاء المشترك منذ وقت مبكر عبر مفكريه وكوادره وكتابه للتحذير مما نحن فيه الآن ولم يكتفوا بذلك بل بادروا إلى عرض الحلول والمعالجات المناسبة وأهمها هو إعادة الاعتبار للجنوبيين والاعتذار لهم عن حرب 1994م وإزالة كل آثارها ، وإعادة الأراضي والحقوق المغتصبة للأفراد والجهات التي تملكها ، وإعادة المسرحين من الموظفين والعسكريين إلى وظائفهم ، وإتاحة مبدأ المشاركة الفاعلة في الحكم لكل الأطياف السياسية على مختلف انتماءاتها ، والبدء الجاد بإصلاح النظام الانتخابي والمضي في اعتماد القائمة النسبية في الانتخابات ، والعمل على انجاز الحكم المحلي الشامل والكامل الصلاحيات ، وعدالة توزيع الموارد والمشاريع التنموية بين مختلف المحافظات اليمنية دون تمييز .هذه هي أبرزالمعالجات والحلول للخروج من الأزمة الراهنة وهي بمثابة آليات الدفاع عن الوحدة اليمنية .
والآن وقبل كل تلك الخطوات على النظام والرئيس أن كان لديهم نية ورغبة في تجاوز هذه الأزمة وتجنيب اليمن تبعاتها وحماية الوحدة اليمنية ، وعليهم أن يتخلوا عن التعالي والغرور والاعتراف بالمشكلة بكل جوانبها والاعتراف بأخطائهم لأن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات الإصلاح ، من ثم عليهم المضي فورا في مصالحة وطنية شاملة دون استثناء ودون شروط أو قيود .
ومن ثم المضي في تحقيق الحلول آنفة الذكر تباعا وسط مشاركة حقيقية وفاعلة لكل الأطياف السياسية على مختلف ميولها الفكرية والسياسية .
* العنوان الاصلي (الأزمة اليمنية بين الاسباب والمعالجات)

تاريخ الوحدة اليمنية هل يتم تزويره !؟

تاريخ الوحدة اليمنية هل يتم تزويره !؟
بقلم/ تاج السر محمد
السبت 16 مايو 2009 01:27 م

التاريخ أمانة تورثها الأجيال الحاضرة للأجيال القادمة , ويفترض أن يعنى بكتابته أشخاص مختصون أمناء يقولون الحق ولا يخافون في الحق لومة لائم , ومع ذلك يضل التاريخ معرفة نسبية , وليست معرفة حقيقية مطلقة ,ومن أجل أن نقف على هذه المعرفة , سنورد بعض لمحات عشناها نحن أبناء اليوم , وعرفنا معظم تفاصيلها , ومع ذلك نراها تكتب بطريقة مغايرة أمام أعيننا دون أدنى اعتراض منا , ويعد سكوتنا إقراراً ضمنياً بحقيقة ما يكتب , وسينتقل هذا الزيف الذي سكتنا عنه إلى أبناءنا وأحفادنا والأجيال القادمة كحقيقة لا غبار عليها .
فلوتأملنا الوحدة اليمنية كأهم حدث في تاريخ اليمن المعاصر , صُنع هذا الهدف أمام أعيننا , وتابعنا خطوات تحقيقه خطوةً بخطوة ومع كل خطوة كانت ترقص أفئدتنا طرباً وأملاً بهذا الوعد القادم حتى تحقق بمشيئة الله تعالى , ثم بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء , الذين تجمعوا حول حب الوطن ولم شمله , وآثروه على أنفسهم ومصالحهم .
تحققت الوحدة اليمنية ولم يكن تحقيقها سهلاً , فلقد سالت دماء وأزهقت أرواح لا ذنب لها إلا حب الوطن الغالي، وقد تابعنا جميعا كل ماصاحب ذلك من تحالفات تبعها تصفيات واغتيالات وصراعات سياسية وايدلوجية في ظل أجواء ملبدة يسودها الترقب والحذر ويؤطرها المكر والتآمر . وظهرت نوايا الضم والابتلاع واضحة جلية من قبل الأطراف السياسية والعسكرية التابعة للرئيس ونظام السياسي في الشمالي سابقاً .
وفي نفس الوقت الذي كانت القيادات في الحزب الإشتراكي اليمني تبحث عن الحلول السياسية والإقتصادية ، بالمقابل كان الرئيس وحزبه وحلفاءه يبحثون عن الحلول العسكرية كخيار وحيد أمامهم لإلحاق وضم المؤسسات الجنوبية إلى سلطته في الشمال عن طريق الحسم العسكري .
وبينما كانت المؤسسات العسكرية تعد عدتها لخوض حرب طاحنة ضد الجنوب ، كانت ثمة أطراف سياسية تراوغ حرصا على كسب الوقت اللازم وكذا تحقيقا لعنصر المفاجأة . كتكتيك عسكري هام وفعال في كسب المعارك على مر تاريخ الحروب .
ولأن الشعب اليمني مؤمن بالفطرة ومحب لعقيدته غيور عليها ، فقد استغلوا هذا الجانب الروحي والمعنوي في حياة الناس وحرصوا على الصاق صبغة دينية عقائدية ذات قداسة على حربهم الآثمة .واستخدموا علماء الأمة أسوأ استخدام في الترويج لقدسية تلك الحرب ومشروعيتها .
وفعلا قامت الحرب المخطط لها مسبقا والمعلنة رسميا من الرئيس علي عبد الله صالح في ميدان السبعين . ولم يكتف النظام بعنصري المفاجأة والتعبئة العقائدية المظللة لحسم تلك الحرب . بل استغل عاملا جديدا كان له السبق في استخدامه في تاريخ الحروب المعاصرة ، ذلك العامل هو حشده وتعبئته لرجال القبائل وقطاع الطرق للمشاركة في تلك الحرب مقابل إجازته لهم بنهب وسلب كل ما يقع تحت أيديهم من أموال ومقدرات وأسلحة مكافأة لهم لقاء مشاركتهم في تلك الحرب .
وقامت الحرب التي كان من قام بها وشارك فيها مع (قوات الشرعية) يعدها جهادا في سبيل الله أحلت فيها الغنائم تماما كغزوات العصور الغابرة قبل وبعد الاسلام
ودمرت في تلك الحرب ونهبت مقدرات وإقتصاد دولة متكاملة وتفرق خيرها وعتادها بين قادة الجيش ورجال العصابات . في معزل عن الخزينة العامة والاقتصاد العام لكل اليمنيين .
وبعد الحرب مباشرة بدأت الآثار السلبية تتراكم لتكوي بنارها أبناء الجنوب وكل منتسبي الحزب الاشتراكي وكل الرافضين لتلك الحرب الآثمة والطاعنين في مشروعيتها وقدسيتها المزعومة على مختلف ميولهم وانتماءاتهم .
وصار النظام يتعامل مع كل أولئك وفق ثقافة المنتصر المتغطرس ، ليصادر الحقوق والممتلكات والحريات . ولم يكتف بمصادرة حقوق وحريات معارضية ، بل امتدت أياديه لتنال من شركائه وحلفائه ليؤكد لكل المتابعين والمراقبين بأن نظامه لا يملك عهدا ولاذمة ويصعب عليه الاحتفاظ بحليف أو صديق .
هذه لمحة بسيطة غير وافية لجزء يسير جدا من مرحلة حساسة ومصيرية في التاريخ اليمني المعاصر . ومن هذا المنطلق أوجه دعوة للمؤرخين المختصين ، بضرورة تدوين تاريخ الوحدة ، بكل تجرد وشفافية واضعين الحقيقة نصب أعينهم لأنهم سيكتبون للغد , وللأجيال القادمة ,حتى لا تصب عليهم اللعنات بعد موتهم .
وحين يكتب هؤلاء المؤرخون عن الوحدة اليمنية يجب أن يقيموا جوانب الخير والشر في هذا المنجز بإنصاف فحين نتحدث عن الشعب وعلاقته بالوحدة , يجب أن نكون منصفين لنبين أن هنالك فئة أرتقت والتهمت كل شيء وفئة ضحت وطحنت ولم يتبق لها حتى الفتات .
 ولعلي حين أسمع شكوى بعض المواطنيين في المحافظات الجنوبية وتذمرهم أرثي لحالهم , وأتعاطف معهم لكن البعض وللأسف الشديد يحاول التظليل على الجنوبيين ليحول رؤاهم إلى رؤى سلبية لا تخدمهم ولاتخدم الوطن ليحول شكواهم إلى كراهية ,يذهبوا بها أبعد من الأسباب التي خلقت معاناتهم فتأثر البعض القليل من الجنوبيين بهذه الدعاوى التظليلية ، وباتوا يكرهون الشماليون ويحقدون عليهم وهذا هو الخطأ بعينه .
فهناك مناطق يمنية عانت وطحنت من قبل النظام تماما كما طحنوا وأكثر ,فالمناطق الوسطى مثلاً كانت منذ زمن التشطير وأثناء الوحدة وبعدها بين فكي رحى وتعد في نظري من أكثر المناطق اليمنية التي ساهمت بالنصيب الأوفر في دفع ثمن الوحدة اليمنية من خيرة رجالها وأموالها ومصالحها ولم تحظى في المقابل بنصيبها الذي تستحقه من خيرات الثورة والوحدة أسوةً بغيرها, ومع ذلك لا نسمع لهم شكوى أو تذمر لأنهم يرون أن الوطن يستحق منهم ذلك وأكثر.
فكانت تلك المناطق هي الخط الساخن للصراع بين الشطرين سابقاً وبين القيادتين السياسيتين بعد الفترة الانتقالية وما أتبعها من مما حكات ومكايدات واغتيالات واعتقالات وتصفيات سياسية إنتهاءاً بالحرب والاقتتال بين الأخوة ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك إذ استمرت بعض التصفيات السياسية وحتى الوقت القريب (وللتأكد من ذلك أرجعوا إلى الأعداد السابقة من صحف المعارضة لتقفوا على كل حالة وما خفي كان أعظم ).
وبالرغم مما سبق يجب أن نطرد هاجس التشطير والعنصرية والمناطقية من رؤوسنا لأنها من أسوأ الأمراض التي أبتليت بها الأمم على مر الزمن. , ويجب أن ندرك أن همنا ومعاناتنا واحدة ومطالبنا واحدة فلنسعى معاً كأبناء وطن واحد لتغيير أحوالنا السيئة نحو الأفضل وبالطرق المشروعة والحضارية .
وحين نكتب عن صناعة الوحدة كأهم حدث تاريخي في تاريخ اليمن المعاصر يجب أن نكتب عن صناعها بكل شفافية ومصداقية ووضوح , لنكون صادقين أمام أنفسنا ومع وطننا وشعبنا والأجيال القادمة لنعطي كل ذي حقٍ حقه .
و لقد بلغت اليوم وسائل الاعلام الرسمية درجة المجاهرة بالكذب والتزوير حين تعرض مراسيم واحتفالات توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية مصرةً على إخفاء طرف كان له دوره الأساسي والرئيسي في صناعة الوحدة الذي لا يستطيع أحدا أن ينكره في التوقيع على أهم حدث في تاريخ اليمن , فهل كانت الوحدة حقيقة دون الاتفاق بين القيادتين السياسيتين حينها , خاصةً وإن كل منهما كانت تحتفظ بكامل قوتها وعتادها , وهل كانت الوحدة حقيقة دون أن توقعها القيادة المبعدة بزعامة الرمز علي سالم البيض الذي أثبت حينها بتضحياته الجسام مدى حبه وتفانيه وإخلاصه لهذا الوطن ووحدته الغالية.
فكيف سمح نظام اليوم لنفسه طمس صورة هي جزء من تاريخ اليمن .. كيف سمح هذا النظام لنفسه بتزوير حقائق التاريخ المعاصر على مرأى ومسمع من الملأ الذين يدركون هذا الزيف جيدا .
لقد عمل النظام منذ انقلابه على الوحدة القائمة على المشاركة الوطنية ، عمل على تسخير الإعلام الرسمي والأقلام المأجورة من أجل التظليل على حقائق محفورة في قلوب الناس وعقولهم ، وكانت النتيجة أن تعمقت الكراهية وتراكم الغضب في قلوب أبناء اليمن تجاه هذا النظام واعلامه الفاسد
وكان من المفترض أن تتسم العلاقة بين الإعلام الرسمي وأفراد الشعب اليمني بالشفافية والمصداقية ,حتى لا تفقد هذه الوسائل احترامها أمام أفراد الشعب اليمني. ، خاصة وإن تلك الوسائل تعد من الأدوات والمصادر التي يستعين بها المؤرخون في كتابة التاريخ المعاصر .
أما المؤرخون الذين تمتد كتاباتهم إلى أزمنة بعيدة لا يعيشونها ولأجيال لا يعرفونها , فيجب عليهم تجاه هذه الأجيال أن ينقلوا لهم الوقائع التاريخية كما جاءت بكل أمانة ,بحلوها وبمرها ، وبصوابها وبخطئها , مجردة عن كل ميول أوتعصب مهما كان نوعه , ولتكن لهم عبرة في كثير من الوقائع التي جاءتنا كحقائق تاريخية لا جدال فيها ثم بتطور الفكر البشري والأدوات التكنولوجية نسفت تلك الحقائق وبان زيفها وفضح من افتراها وكيلت له اللعنات .
وأنتم أيها المؤرخون يجب أن تكونوا حذرين في كتابتكم لتاريخنا المعاصر لأنه وإن استطعتم أن تكذبوا على الكثير منا إلا أنكم حتماً لن تتمكنوا من الكذب على الأجيال القادمة لأنها ستكون مسلحةً بأدوات ثقافية وتقنية متطوره لانعرفها وستتعرى أكاذيبكم أمامهم فيحتقروكم ويكيلوا لكم اللعنات .
  
- العنزان الاصلي (التاريخ اليمني المعاصر بين الحقيقة والتزوير)

الحراك الجنوبي بين ثلاثة محاور


الحراك الجنوبي بين ثلاثة محاور
بقلم/ تاج السر محمد
السبت 02 مايو 2009 11:05 ص

  نعيش اليوم منعطفا حادا وحرجا في واقعنا السياسي والاجتماعي ونحتاج في هذا المنعطف الحاد إلى تحكيم العقول وتعميق الرؤى وبعد النظر لكافة المتغيرات التي نعيشها في هذه الفترة لكي نتمكن من الخروج من هذا المأزق الحقيقي الذي أخذت غماماته السوداء تنتشر في سماء الوطن اليمني الحبيب لترسم ظل مستقبل غامض لاندري أين سيستقر بنا .
فما نعيشه من متغيرات في الحياة السياسية والاجتماعية من حراك جنوبي يتحرك ويتداعى له كامل الجسد اليمني بالسهر والحمى لأنه جزء لا يتجزأ منه.
وهذا الحراك كما هو واضح وجلي صار يتأرجح بين ثلاثة محاور رئيسية تتجاذبه ولا ندري أين ستصل به ومعه . وهذه المحاور هي :
 المحور الأول : محور النظام الحاكم الذي غرس الضغينة والحقد في النفوس فأنجبت تذمرا بدأ يكبر ، ثم يكبر حتى صار اليوم غضباً عارماً وصرخة ً مدوية تهتز لها كل جنبات الوطن . ، وذلك لأن هذا النظام أصابه جنون العظمة ونشوة الانتصار الأهوج ، فصار يفكر ويتصرف وفق ثقافة الانتصار التي يتوهمها غير آبه بكرامة الإنسان اليمني وعزته وحريته وحقوقه ودماءه الزكية التي سحقها بجنازير الغدر والغطرسة
 نعم إنه ذلك النظام الذي لم يتورع في انتهاك الحرمات دون أدنى وازع ديني أو أخلاقي .. نعم وأي حرمة أسمى وأجل من حرمة النفس وحرمة المال وحرمة العقل وحقه في التعبير عما يدور في فلكه.. نعم أي حرمة أقدس من هذه الحرمات التي تحفظها وترعاها كل الديانات السماوية وكل النظم الأخلاقية والقوانين الوضعية . ، هذا هو حكم قدسية تلك الحرمات بالنسبة لكل المسلمين ولكل البشر فما بالك إذا كانت واقعة على من ينتمون لنفس تربة الوطن الغالي .وتلك دلالة مباشرة على خلو جوهر هذا النظام من كل القيم الدينية والأخلاقية والقومية والوطنية .
 هذا النظام الذي توهم نفسه يغزو ا الصليبيين فأباح دماءهم وممتلكاتهم وحرياتهم وفتح الباب على مصراعيه للفيد وجمع الغنائم فنشر الرعب والنهب بوحشية مفرطة في كل أرجاء الجنوب وبادر منذ اللحظة الأولى إلى مصادرة الممتلكات والأراضي العامة والخاصة لصالحه وأتباعه المقربين و قياداته العسكرية وعصابات الفيد والغنيمة .
 هذا النظام الذي نهب الكثيرين من ممتلكاتهم ومنازلهم، وسرح آلاف الموظفين والجنود الذين لا يتبعونه أو الذين أبوا الركوع والقبول بالجور والغطرسة.
 هذا النظام الذي اجتهد في كل الفترة المنصرمة مستخدما كل وسائل القمع والترهيب في سبيل كبت صرخات الحق وطمرها تحت رماد الدمار الذي شنته آلته العسكرية الهوجاء. ، لكنه وبرغم الخوف والرعب الذي نشره بين الناس عجز أن يكمم الأفواه لأن شعب الجنوب ومعه كل الأحرار اليمنيين سرعان ما أفاقوا من هول الصدمة، وبدأوا يطلقون الصيحة والصرخة التي صارت ترتفع شيئا فشيئا حتى اهتزت لها كل المشاعر ونبضت معها كل القلوب وتدافعت لها الدماء في العروق نصرة للحق في وجه الطغيان .
فقديما سئل الحق: أين كنت يوم طغى الباطل؟ قال : كنت تحته أجتث جذوره.
 المحور الثاني : هو محور أولئك الخبثاء الذين سارعوا بكل مكر إلى استغلال عواطف الناس وغضبهم لاستثمارها لمصلحتهم الشخصية
هم أولئك الذين لم يتوانوا في المساومة بحقوق الناس وحرياتهم ومشاعرهم ليوظفوها في سبيل الضغط باتجاه تحقيق مكاسب فردية.. هم الذين باعوا شعباً لقاء قطعة أرض أو لقاء بعض فتات السلطان (زعيمهم الأكبر).
 هم أولئك الذين لبسوا عباءة لا تتلاءم إطلاقا مع جوهرهم .. هم أولئك الذين يدعون أنهم مع الجنوبيين وهم أعداؤهم .
هم أولئك الذين تركوا الهدف ليلهثوا وراء سراب.. تركوا الجرح ينزف لينبشوا بجواره جرحا جديدا فأين ما رسموا من أهداف تسعد أبناء الجنوب .. هم لم يرسموا في الأفق أهدافا .. بل رسموا هدفا هو بحد ذاته خيانة للجنوبيين قبل غيرهم.. خيانة لنضالهم ومبادئهم.. لأنهم من صنع الوحدة وليساو من تنكر لها.. لأنهم الأحرار وسيأبون التراجع عن هدف سطروه بدمائهم وأموالهم . فهم بكل تأكيد أحق الناس بالوحدة .لأنهم صناعها.
وإذا ماتناولنا مثالا يجسد هذا المحور ، بناء على ماتناوله العديد من المحللين ، وليكن طارق الفضلي، الذي يزعم اليوم رعايته وتبنيه للحراك الجنوبي وهو المعروف بولائه العريق للنظام وللمؤتمر بشكل خاص من خلال انتمائه المعلن والصريح لهما وتفانيه في خدمتهما . وهو المعروف بارتباطه بأواصر النسب والمصالح المشتركة والمترابطة مع أسرة آل الأحمر، وهو كما يرى الكثير من المحللين اليد اليمنى الخفية لعلي محسن الأحمر الذي يوظفه لأهداف مستورة أبرزها سببان : الأول هو توجيه رسالة من خلال الفضلي للرئيس علي عبد الله صالح واستعراض لنفوذه وقدراته تجاه الرئيس خاصة في ظل تجاذب مخفي بين الطرفين على بعض الاختصاصات والصلاحيات وتقاسمهما على مراكز النفوذ والسيطرة . خاصة في الجانب العسكري .
أما السبب الثاني فهو استخدام طارق الفضلي في التشويش على جوهر المعاناة الحقيقية لأبناء الجنوب والنأي بها بعيدا عما يمكن تحقيقه بهدف تشتيت وإفشال تلك الصرخات. إضافة إلى زرع الفتنة وشق الصف الواحد بين الجنوبيين بشكل عام وفي صفوف الحزب الاشتراكي اليمني بشكل خاصة انطلاقا من مبدأ قديم ورثوه عن الاستعمار وهو مبدأ ( فرق تسد).
 المحور الثالث: هو محور الأحرار الذين يجري في دمائهم حب الوطن الخالص وكل معاني وقيم التحرر والكرامة وغيرها من القيم الأخلاقية السامية. أولئك الذين ارتضوا التضحية والفداء بكل غال ونفيس في سبيل المكاسب العامة لكل أبناء الجنوب وكل أبناء الشعب. وحين لهث أصحاب المصالح الضيقة وراء مطامعهم وسال لعابهم على ممتلكات ومقدرات الشعب العامة والخاصة. وقف الشرفاء صفا واحدا وبوضوح منذ البداية في صف أبناء الجنوب وأبناء الشعب اليمني الذي هو ضحية لأولئك الطغاة مع التفاوت بين منطقة و أخرى.
 نعم وقف أولئك الأحرار في صف الحق وفي نصرة شعب مكظوم مغلوب على أمره وسطروا أروع معاني التضحية والفداء ، وبذلوا أرواح الشهداء من خيرة الرجال وأزكاهم في سبيل أبناء الجنوب وكل أبناء اليمن بعيدين عن الغلو والتطرف الذي ليس من شأنه سوى الدفع بالأبرياء إلى الهاوية ، وسفك دمائهم الزكية التي هي أكرم وأسمى غاية في الوجود يجب أن نحافظ عليها ولانساوم عليها مطلقا لخدمة مصالح فردية أنانية مؤكدة الخسارة .
نـــداء : يا أحرار الجنوب .. بل يا كل أحرار الوطن أناشد فيكم عقولكم المدركة والمثقفة أناشد فيكم خبراتكم وتجاربكم السياسية المتراكمة أناشد فيكم كل معاني الإباء والتحرر والكرامة . بكل تلك المعاني الجميلة وغيرها مما فاتني ذكرها أدعوكم إلى أن تتحلوا ببعد النظر وعمق الفكرة والرؤية، وأن تتلمسوا الواقع المحيط بكم من كل زواياه وجوانبه، وأن تدركوا جيدا كيف تميزون بين العدو من الصديق، وأن لا تنجروا وراء سياسات التخوين التي لم نجن منها سوى الفرقة والدمار. عليكم يا أحرار الجنوب ونحن معكم صفا واحدا أن تتصدوا لكل صور الظلم والغطرسة تماما كما تتصدون لمن يحاول استغلال قضيتكم والمتاجرة بها، وأنتم بكل تأكيد أكبر من أن يستغفلكم أحد.
 أدعوكم يا أحرار الجنوب يا من صنعتم الوحدة وبذلتم أغلى التضحيات في سبيلها أن تحافظوا على هذا المنجز الذي أنتم صانعوه.لأنه عنوان مجدكم وعزتكم .
 أطلقوا صرختكم وأعلنوا غضبكم وإصراركم على التمسك باستعادة الحقوق المنتهكة بكل ما أوتيتم من وسيلة، ولكن في إطار الوحدة لأنها ملككم وعنوانكم ولا تخص على الإطلاق من تنكر لها وشن عليها الحرب، لا تخص من تنكر لنضالكم وتضحياتكم بل تخصكم أنتم وإن تخليكم عنها يعني تخليكم عن كيانكم وجوهركم. وبكل ثقة أنتم لستم من يبيع القضية، لستم من يبيع العزة والكرامة، لستم من يرضى بشق الصف وعرقلة النضال الذي سيؤدي إلى جني ثمار لاشك أنتم قاطفوها فاثبتوا على مبادئكم ونحن معكم جميعا ومعنا كل الأحرار الشرفاء وهم كثر لازالت اليمن ملأى بسوادهم الأعظم.