ايها الثوار الاحرار .. يامن يجري في دمائكم عشق الحرية والكرامة ومعان كثيرة طالما افتقدتها مشاعركم الجميلة الراقية ، وهي حقا لا تستحق الحرمان منها. انتم اليوم جسدتم بثورتكم السلمية وسلوككم الحضاري ارقى الصور المشرقة والمشرفة لهذا الوطن الذي طالما مرغه النظام بين مستنقع الازمات وزمله برداء التخلف والظلم مواريا تحته اسمه المشهور به بين الامم ( اليمن السعيد ).
اليوم اكاد استنشق عبق الحرية ينبعث من بين صفوفكم واصواتكم ونظالكم السلمي،اكاد ارى الكرامة والعزة سطرتها لوطني دماء شهداءه الزكية ، اكاد اجزم بأننا اليوم سنستعيد ثورتنا ووحدتنا وخيرات وطننا المسلوبة منذ زمن بعيد هو زمن هذا الحاكم المتعجرف.
وانا اذ اشاطركم هذه الآمال والاحلام ، اضع بين اياديكم تصوري لدولة الغد التي نحلم بها ، ونأمل ان تكون مجزية لنظالنا ، دون ان تخيب جهودنا وتضيع مساعينا ،
هي مجرد رؤوس اقلام لن اخوض في تفاصيلها ، لأنه بكل تأكيد اهل الخبرة هم من يجدر بهم توليها ،
وهي :
- نريد ان تكون دولة الغد مبنية على التوازن بين القوى والاطياف السياسية ، بما يتيح فرصة المشاركة في القوانين والقرارات السياسية المصيرية
دون الوقوع مرة أخرى في دكتاتورية الاغلبية المفرطة التي يعزى اليها معظم القرارات والقوانين المجحفة بحق هذا الوطن وابناءه ،
ولانها ستكون هي ذاتها السبب الرئيسي في الاستئثار بكل شيء لفئة محددة ومصالحها دون كامل فئات الشعب ومصالحه .
- كما اتخوف من قيام دولة دينية ، تترعرع في ظلها الصراعات الطائفية والمذهبية ، التي طالما طحنت شعوبا واسالت دماءا بسبب فتنتها التي لا تنطفيء ابدا اذا ماشتعلت .
لا نريدها مطلقا دولة ذات ولاءات قبلية مباشرة او غير مباشرة، والمباشرة هي بتزعم اصحاب النفوذ القبلي ، الذين قد يسخرون الدولة لخدمة القبيلة ،والغير مباشرة هي بتولي دولة الغد رجال ذوي مظاهر مدنية، وولاءات قبلية يكون انتماءهم للقبيلة اكبر من انتماءهم للدولة .
- نريدها ايضا دولة خالية من الرموز السياسية والعسكرية السابقة، اذ من المؤكد بأن ثمة رموز فساد سيسارعون في استثمار الفرص حين يروا آفاق النصر تتحقق لنا،ليضعوا لهم مواطيء اقدام في دولة الغد ، وحينها نكون اعدنا الفاسدين مع مجرد تبديل عباءاتهم وطلاء وجوههم بالقيم التحررية .
- وايضا نريدها دولة يشارك فيها كل الاطياف السياسية والاجتماعية ، من شباب ومستقلين واحزاب سياسية، لأن الثورة ملكناجميعا ،ولا يحق لأحد ان يقصي فئة او طيف ، بشرط توفر التكافوء والتوازن الذي سيكون الظمانة الحقيقية للعدالة وعدم التفرد والاستئثار.
هذه بعض رؤس اقلام بكل تأكيد لا تعد سوى مجرد اراء تحتاج الى تكامل اراءكم وافكاركم وتصوراتكم ، ، اتمنى ان تصادف قبولا منكم ايها الاحرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق