أوردت هنا بعض المفاهيم والمصطلحات المفسرة ..، ولكن لم يفسرها فقهاء الفلسفة أو السياسة أو القانون ولا فقهاء وعلماء الشرائع والمعتقدات السماوية ، بل فسرتها عقول خارقة هي عقول الحكام والمتسلطين في وطننا الحبيب فلحكامنا فلسفة خاصة في تعريف وتفسير المصطلحات حرصا منهم على تثقيف الشعب وتكييفه للانسجام مع حكمهم له بالطريقة التي تناسبهم وتريحهم ولم يكتفوا بتفسيرها نظرياً فحسب ..بل طبقوا تلك التفسيرات والمفاهيم عمليا على ارض الواقع واليكم بعض المفاهيم وتعريفاتها الجوهرية المبطنة بحسب فقه الحكام :
الحكم الإمامي :هو تلك الشماعة التي ظللنا نعلق عليها أخطاءنا وأطماعنا واستبدادنا ، وهي الغطاء الغليظ الجاثم فوق السبب الحقيقي للفساد والتخلف بكافة أشكاله وكذا سبب تأخر هذا الوطن عن عجلة الحضارة والرقي السريعة الخطى .
الثورة :هي الانتفاضة التي رفعتنا إلى الكراسي العتيقة وهي الخير الذي ملأ بطوننا وجيوبنا وأرصدتنا في البنوك السويسرية ، وهي الأساس المتين للتطور الذي اتسمت به قصورنا وفللنا ، وهي سر الحداثة ومواكبة التقدم التكنولوجي الذي تشهد به سياراتنا الفخمة بموديلاتها الحديثة دائماً .
الثوار والشهداء : هم أولئك الأبطال الذين فرشــوا ســلالـم المـجـد بالسـجــاد الأحـمــر ( دماءهم الزكية ) لنرتقي عليها إلى المجد والعلو والفخار ، وهم أولئك الذين لا نسهو عن الإشادة بهم في مختلف وسائل الإعلام أمام الجماهير ونهين دماءهم الزكية ونذل أسرهم على أرضية الواقع المعاش جزاءً لعطائهم وسذاجتهم .
الوحدة : هي اليوم الذي تصافحت فيه الأيادي السلطوية لتعلن بداية المكائد وبداية التآمر والحيل ، ولتعلن بداية الأطماع والهيمنة والابتلاع التي من شأنها أن تشمل وتعم الأرض اليمنية والشعب المطحون المترامي على تربة اليمن السعيد .
الديمقراطية :هي كذبة ابريل الشهيرة بل والأشهر في تاريخ الكذبات الابريلية ، وهي المفهوم الذي أردنا به استهبال الرأي العالمي وخداعه واستهبال البلداء من عشاق الديمقراطية منذ ولادتها في الفكر الفلسفي ، والضحك على ذقن أفلاطون وغيره من فلاسفة اليونان في عقر دارهم أثينا .
التعددية السياسية: هي التعددية الأسرية والتعددية القبلية وتعددية الولاءات والانتماءات المحددة .
الحرية :هي حرية ملاك السلطة في استعباد الشعب واحتقار الفقراء كما تعني حرية استغفال المواطنين وتجاهلهم واستباحة حقوقهم وممتلكاتهم ، وهي حرية استنزاف خيرات وموارد اليمن الطبيعية .
حرية التعبير: هي حرية المغلوبين والمقهورين في تعبيرهم عن مديحهم وامتنانهم وتملقهم لسيادة الحكام .
الائتلاف الثنائي ( بعد الوحدة ) : هي مرحلة اتسمت بالتباين والتقاطع وارتفاع وانحسار المد والجزر بين فكرين متناقضين أيدلوجيا ومطلبياً وهي علاقة مشتركة اتسمت بالدسائس التي تخفي وراءها فكرة خطيرة ونتيجة مؤسفة بعد أن ساد اعتناق المثل الشعبي ( يا رب يموت أخي واكل فطيرته ) .
الائتلاف الثلاثي :ضرورة أريد بها توسيع نطاق اللعبة الدسائسية بزيادة طرف ثالث لمزيد من الإثارة والمتعة ولتبرز عجائب الحيل وغرائب فنون التآمر التي يتم التراشق بها بين ثلاثة أطراف متباينة تماماً فكراً ونهجاً ، وهي مزيج الملح بالسكر بالدقيق فتصوروا رغيفاً من هذا المزيج .
الأزمة السياسية ( عام 90م ) : هي المصير والنهاية الحتمية لأكوام الحيل والكمائن والمكائد التي لم تفلح في تحقيق الرغبات المكبوتة ، ولم تجد مسلكا لتحقيق الأطماع المرجوة .
حرب صيف 94م :هي نهاية الانسداد والحرب السياسية وهي النتيجة الطبيعية للسلوك التآمري والدسائسي وهي الوسيلة الوحيدة حينها لتحقيق الغايات والأطماع القذرة ، وهي الدماء الزكية والأجساد البريئة المدفوعة إلى هاوية المحرقة والهلاك ، وهي المعيار لاستحقاق طرف ما ملك البلاد بما فيها ..نعم فالطرف المنتصر هو من يستحق ذلك لا لأنه الأفضل بل لأنه الأقوى فمعيار استحقاق ملكية السلطة هي القوة تماما كما كان ذلك في عصر القوة في تاريخ القانون .
الانفصال : هو تلك المحاولة اليائسة في الاحتفاظ ولو باليسير من السيادة والخيرات التي توشك أن تفلت من قبضة اليد ( فجزء من الوطن في اليد خير من كل الوطن على الشجرة ) . ، والانفصال هو الشماعة الجديدة التي يمكننا تحميلها أخطاءنا وعيوبنا بعد أن اهترات شماعة الإمامة القديمة.
السلطة الحاكمة :هو ذلك الحصان الذي يدوس تحت حوافره الرؤوس والكرامات ،والذي يرفس أوجاع وجروح الشعب المنهك ليزيد من غورها ويجدد نزيفها فما تكاد الدماء أن تتجلط فوق فوهات الجروح إلا وتأتي رفسة جديدة تفتح الجرح من جديد لتنزف الدماء من جديد .
حزب الإصلاح : هي الشمس التي تتحين إنفاذ خيوطها وأشعتها من محبسها الموصد لكننا بين الحين والآخر نحجبها بملف الإرهاب الدولي ، فيبعث تهديدنا هذا لها الرعشة في أوصالها والانكسار والتلاشي في خيوطها.
أحزاب المعارضة الأخرى :هي أحـزاب ســبـق وأن فــرخـناها واستنسخنا منها نسخا تنسجم مع توجهاتنا ومصالحنا وتدين بالولاء والتبعية لنا .
مجلس النواب :هو مجلس الخيول الممغنطة والمبرمجة الكترونيا بالقرارات التي تناسبنا وتخدم مصالحنا وإن خالط تلك الخيول أقلية من الشموس الباردة المعتمة وأخلائها في المصير فإنها لا تؤثر في صنع القرار بحكم أقليتها .
الشعب : هم مطايانا تماما كما يعتقد اليهود بأنهم شعب الله المختار وبقية الشعوب حميرا لهم ليطئوها ويحملوها أثقالهم .
الوطن : هو الكرسي العتيق والقصر المشيد والفلل الفاخرة والسيارات الفارهة ، وهو الكنوز والموارد والخيرات التي نستحوذ عليها .
اليمن : هو الخريطة الجغرافية التي نستقطع منها ما نشاء ونبيع ما نشاء ونهب ما نشاء ولمن نشاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق